إن الراحلين إلى الله –عز وجل– يقولون: المشكلة أننا نعمل بما نعلم، سواء في عالم الأوراد والأذكار، أو في عالم العبادات البدنية، والعبادات المالية.. حتى أن البعض يضيف إلى ذلك أنواع من المجاهدات النفسية، كحرمان من بعض صور الحلال أيضاً؛ مبالغة في ترويض النفس.. ولكن تمضي سنوات وسنوات، ولا نكاد نجد أثراً لهذا السعي.. فمثلا: امرأة مؤمنة تدخل في الحوزة العلمية، فليلها ونهارها في جو متميز: رفقتها أخوات مؤمنات، تتثقف معالم الدين، شغلها صباحاً وليلاً مع قال: الصادق، وقال الباقر، والكتاب الكريم.. ولكن تنظر إلى باطنها، فلا تجد تميزاً بينها وبين نفسها.. والبعض قد يُغش بحسن إلقاء المحاضرة، وحسن التأليف.. ولكن عند الدقة والتحليل، نرى أن هذه عملية هابطة جداً.. إذ ليس هنالك شيء مهم، فهذه مجموعة من النقوش في عالم الذهن، وأفكار مرتبة وجميلة.. فرب العالمين {خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}.. وهذه الأفكار المرتبة الجميلة، تنساب على اللسان.. ورب العالمين بهذه الخاصية -حركة الفكين، واللسان، والشفتين- الإنسان يُخرج هذه الكلمات، أو هذه الأفكار تسري على الأنامل وعضلات اليد، فتكتب كتاباً أشبه شيء هذه الأيام بالطابعة