بسم الله الرحمن الرحيم ..
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج محمد وآل محمد واللعن أعداء محمد وآل محمد من خلق الارض الى قيام يوم الدين ..
في مقام الصديقة الزهراء ، وعصمتها ، وظلامتها وشهادتها عليها السلام :
أضع بين يديكم بعض الاسئلة العقائدية والاجابه ..
ما هي الاسباب التي نبغض بسببها عمر بن الخطاب ؟ وبالخصوص ما يروى عن اغضابه للزهراء ـ ع ـ . ممكن احصل منكم على شرح مفصل عن هذا الموضوع مدعما بالبراهين من كتب الفريقين ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
إنّ الأسباب كلّها ترجع إلى نكث بيعة الغدير وغصب خلافة الأمير ( عليه الصلاة والسلام ) ؛ إذ اجتمع ثلاثة من المهاجرين وعدّة من الأنصار في ( سقيفة بني ساعدة ) وأسفر اجتماعهم بعد تنازع وتدافع شديدين عن خلافة أبي بكر ببيعة عمر بن الخطاب ثم متابعة الآخرين عن رهبةٍ أو رغبة ، بينما كان علي وبنو هاشم وسائر رجالات المسلمين وأعلام الصحابة مشغولين بتجهيز النبي صلى الله عليه وآله ودفنه ، فلّما فرغوا من ذلك اجتمعوا في بيت فاطمة بضعة الرسول ، حيث قصده عمر بن الخطاب بأمرٍ من أبي بكر في جمعٍ فيهم خالد بن الوليد ونظراؤه وبعض الموالي ، كقنفذ مولى عمر ، لحمل من في البيت على البيعة لأبي بكر ، وبذلك بدأت الحوادث والكوارث التي طالما سعى أتباعهم من المؤرخين والمحدِّثين إلى كتمانها ، وكيف يرجى ممّن يحرّم نقل أخبار المنازعات والمشاجرات الواقعة بين الصحابة ـ كما لا يخفى على من راجع ( شرح المقاصد ) للتفتازاني ، و ( الصواعق المحرقة ) لابن حجر المكي ، وغيرهما من كتبهم ، هؤلاء الذين يحرّمون حتى رواية أخبار استشهاد أبي عبدالله الحسين السبط وأصحابه في كربلاء ـ أن يرووا لنا ما وقع من عمر ومن معه تجاه أهل البيت عليهم السلام . ومع ذلك ، فإن المتتّبع المحقق يعثر على نتفٍ من أخبار القضايا ؛ ففي كتاب ( المصنف ) لابن أبي شيبة 7 / 432 وغيره أنه لما أتى بيت فاطمة البتول خاطبها قائلاً : « وأيم الله ، انْ اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرتهم أنْ يحرَّق عليهم البيت » لكنْ لم يكن تهديداً فحسب ، بل في ( أنساب الأشراف ) للبلاذري 1 / 586 و ( العقد الفريد 5 / 13 ) و ( المختصر في اخبار البشر ) 1 / 156 وغيرها واللفظ للعقد الفريد : « فأما علي والعبّاس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة ، حتى بعث إليهم ابو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له : إنْ أبوا فقاتلهم . فأقبل بقبس من نار على أنْ يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة فقالت : يابن الخطاب ، أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الاُمّة ». وفي ( مروج الذهب ) 3 / 86 وعنه ابن أبي الحديد في ( شرح النهج ) 20 / 147 في قضيةٍ : « أحضر الحطب ليحرّق الدار على من تخلّف عن البيعة لأبي بكر » .
فقد أحضر « النار » وأحضر « الحطب » وأحرق الباب ، وكما قال إمامنا أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : « والله ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته ». رواه الشريف المرتضى في كتاب ( الشافي ) عن كتاب ( السقيفة ) للثقفي ، وذلك أنهم كشفوا البيت ودخلوا ، الأمر الذي تمنّى أبو بكر أن لم يكن قد وقع ، كما في ( تاريخ الطبري ) و( العقد الفريد ) و( مروج الذهب ) و( الامامة والسياسة ) وغيرها ، وما وقع إلاّ بعصر الزهراء وكسر ضلعها وإسقاط جنينها ، كما روى ذلك الحافظ الامام ابن أبي دارم ، كما بترجمته من كتاب ( ميزان الاعتدال ) للحافظ الذهبي . ورواه المتكلّم الشهير إبراهيم بن سيّار النظام ، كما بترجمته في ( الوافي بالوفيات ) للصفدي و ( الملل والنحل ) للشهرستاني وغيرهما . ثم إن فاطمة عليها السلام ماتت وهي واجدة ـ أي غاضبة ـ على أبي بكر كما في ( صحيح البخاري ) وغيره من المصادر المهّمة ، وقد أوصت أن تدفن بالليل ولا يؤذن أحد ممن آذاها وأغضبها . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « فاطمة بضعة مني فمن اغضبها أغضبني » و « يؤذيني ما آذاها » ، وبهذين اللفظين ونحوهما في ( البخاري ) و( مسلم ) و( مسند أحمد ) و( صحيح الترمذي ) و( المستدرك ) وغيرها.
وفي ( فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ) 4 / 421 ـ 422 عن جمعٍ من الحفاظ : أنّ أذاها يوجب الدخول في النار.
كما في المصادر أيضاًأنه قال صلى الله عليه وآله : « من آذى علياً فقد آذاني » ( المسند ) 5/483 و ( المستدرك ) 3/122 وفي ( الاصابة ) و ( اُسد الغابة ) وغيرهما بترجمته عليه السلام . فهذا مجمل ما وقع ، وفي مصادرنا بعض التفاصيل.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بالنسبة الى قضية الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها ما هي حقيقة ما جرى عليها من المصائب من هجوم الاعداء والتهديد بحرق البيت وكسر الضلع والعصر بين الحائط والباب وإذا ثبت لدى الشخص أم لم يثبت هل يؤثر ذلك على عقيدته كانسان شيعي أي انه إذا لم يكن معتقدا بذلك هل يخرجه عن المذهب « ويعتبر ذلك من أساسيات مذهب التشيع » ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
هناك في تاريخ الإسلام قضايا هي في ظواهرها قضايا تاريخية لكنّها في الحقيقة تعود إلى صميم العقيدة وتتعلّق بأصل الدين وأساس الإسلام . فهذه من جهة . ومن جهة ثانية ، فإن خلافة الرّسول صلى الله عليه وآله من أهم المسائل الإسلاميّة عند جميع المسلمين ، وإن كان الحق أنّها من أصول الدين ، فإذا لم تثبت شرعيّتها لم يجب ـ بل لم يجز ـ الاعتقاد بها والانقياد لها ، كما لم يجز القول بعدالة المتولّين لها ، بل يحرم اتّخاذهم قدوةً وقادةً في طاعة الله والوصول إلى رضاه والعمل بأحكامه . وعلى هذا ، فإن كانت أخبار مأساة الزهراء سلام الله عليها صادقةً ، وكأنّ ما جرى عليها ظلماً لها تحقّق القدح في شرعيّة الخلافة وفي عدالة المتصدّين لها ، وإذا بطلت الخلافة الأولى بطل ما تفرّع عليها ، وإذا سقطت عدالة القوم سقطت أقوالهم وأفعالهم ورواياتهم ـ في مختلف الشؤون الدينية ـ عن الاعتبار ... وحينئذٍ يحكم بضلال الفرقة التابعة لهم والآخذة معالم الدين منهم ... فاعتبروا يا اُولي الأبصار ...
ومن هنا ، يمكن القول بضرورة التحقيق عن حقيقة ما جرى على الزهراء عليها السلام ، بكامل الحياد والحريّة والإنصاف ، على كلّ فردٍ من أفراد المسلمين ، لمعرفة الحقّ وإتّباعه ، إن شاء عن طريق روايات أهل البيت ، وإن شاء عن طريق روايات غيرهم ، ففي روايات البلاذري والطبري وابن قتيبة وابن عبد ربّه القرطبي وأبي الفداء وأمثالهم من المحدّثين والمؤرّخين من أهل السنة ، غنىً وكفاية ، لمن طلب الرشاد والهداية ، فإنّهم وإن حاولوا كتم الحقائق ولم ينقلوا الحوادث على واقعها ، إلاّ أن المقدار الذي وصلنا من رواياتهم وتصريحاتهم يكفينا لفهم ما كتم والإطلاع على ما أخفى .
وعلى الجملة فإن قضيّة الزهراء سلام الله عليها تعتبر ميزاناً دقيقاً لكلّ محقّق حرّ ، من أجل تمييز الحق من الباطل ، وتكون شاخصاً للفصل بين الشيعي الموالي لأهل البيت حقّاً وغيره ، وبالله التوفيق .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
س1 : هل الزهراء سلام الله عليها معصومة العصمة الكبرى ؟
س2 : هل يضر رد الرسول صلى الله عليه وآله عند وفاته عندما تلت عليه الأبيات وأبيض يستسقي الغمام ... الخ في عصمتها من شيء ؟
جواب سماحة الشيخ باقر الإيرواني:
السيدة فاطمة الزهراء تكون معصومة بدلالة آية التطهير ، وكفى بها على عصمتها مستنداً ودليلاً ، والمقصود منها هم : الخمسة الطيبة من أهل العباء ، المجتمعون خاصة تحت الكساء ، ونكتفي بما قاله الحداد الحضرمي في القول الفصل : 1/48 : إن حديث آية التطهير من الأحاديث الصحيحة المشهورة المتواترة واتفقت عليه الاُمّة وقال بصحته سبعة عشر حافظاً من كبار حفاظ الحديث ، ويصل مجموع طرق الحديث ما يقرب من خمسين طريق ، وعصمتها سلام الله عليها لا غبار عليها وليس في ما تلته من البيت :
وأبيض يستسقي الغمام بوجه * ثمال اليتامى عصمة الأرامل
أي حزازة عرفية أو كراهة شرعية فضلاً عن مبغوضية تحريمية ، ولم يكن فيه ما يمنع عنه أو بكره منه ، بل قول الرسول صلى الله عليه وآله لها يكون من تبديل كلام بكلام أفضل ، والفات نظر منه إلى قول آخر هو أجمل وأكمل ، وقراءة الآية لها بكاملها كان للتنبيه لها لما يحدث قريباً وسيحصل من الارتداد والانقلاب الذي بالفعل حصل ، وكان عطفاً وحناناً ورحمة ومحبة منه صلى الله عليه وآله لها في تلك اللحظات الأخيرة عند لحظة تراكم الحزن وهمّ الفراق وتراكب المصيبة وحسرة الوداع فيخمد شرارة نار قلبها وشعلتها ويطفئ حرارة الجزع وحرقة لوعتها ، فكان فيما ذكرها وقرأها عليها تمهيداً وتوطئة لما يريد أن يخبرها ويعلمها به ، فأخبرها به ، فتهلل وجهها وظهر عليها فرحها ، فجاءت الرواية أنه بعدما قرأ عليها الآية فبكت طويلاً أدناها وأسرّ إليها فظهر سرورها وبانت مسرتها ، فسئلت عما قال لها ؟ فقالت : أخبرني أني أول أهل بيته لحوقاً به ويكون قريباً . صحيح البخاري : 6/12 ، صحيح مسلم : 4 ـ 1904 . فسلام الله عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ، ويوم تبعث حيّةً وتقف في الحساب وتخاصم من آذاها
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
في حادثة فاطمة الزهراء وعند هجوم اللعينان على بيت الامام علي عليه السلام ، هل : كان الامام علي هناك أم لا ؟
وان كان هناك لِمَ لَمْ يدافع عن حرمه البيت أم انه أمر رباني ان يتقبل الموضوع ؟ وهل صحيح ان اللعينان سحباه من عنقه ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
كان الامام علي عليه السلام في البيت ، وقد هجم القوم على البيت لإخراجه إلى البيعة ، فجاءت الزهراء الطاهرة لتمنعهم ، فاعتدوا عليها وكان ما كان مما سعوا في إخفائه وكتمه ولكن شاء الله أن يُذكر الخبر وينتشر حتى عن طريق أتباع القوم أنفسهم . لقد استضعف القوم علياً كما استضعف قوم موسى هارون ، وكادوا يقتلونه ، وكما كان ذاك الموقف بأمر من الله فكذلك هذا .
ثم إنهم قادوه عليه السلام إلى البيعة في قضية مفصلة مذكورة في كتب الفريقين ، وبإمكانكم مراجعتها ، مثل كتاب ( الإمامة والسياسة ) لابن قتيبة ، وقد جاء في نهج البلاغة أن معاوية أراد أن يذم الامام عليه السلام ويطعن فيه بذلك ، فأجابه عليه السلام بأنك أردت أن تذم فمدحت . . . فراجعوا .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
يذكر أكثر الخطباء في مصيبة الزهراء أنها لطمت على وجهها فما مدى صحة هذه الرواية ؟ إذا كانت الرواية صحيحة فهل يعني ذلك كشف وجه الزهراء عليها السلام للغاصبين أم كان اللطم من خلف ستار ؟ وما هو سند هذه الرواية في حال ثبوت صحتها ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
قد روى الشيخ المفيد في كتابه الاختصاص بسنده إلى عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السلام ، قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وجلس أبو بكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة صلوات الله عليها فأخرجه من فدك ـ إلى أن قال عليه السلام بعد ان استعرض مخاصمة فاطمة عليها السلام لأبي بكر في فدك وأنها استنزعت كتابا بردّ فدك منه ـ : فخرجت والكتاب معها ، فلقيها عمر فقال : يا بنت محمد ! ما هذا الكتاب الذي معك ؟ فقالت : كتاب كتب لي أبو بكر بردّ فدك ، فقال : هلميّه إليّ ، فأبت أن تدفعه إليه ، فرفسها برجله ـ وكانت عليها السلام حاملة بابن اسمه : المحسن ـ فأسقطت المحسن من بطنها ، ثم لطمها ، فكأني به أخذ الكتاب فخرقه . فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة من ضربة عمر ثم قبضت . وسند الشيخ المفيد إلى عبدالله بن سنان صحيح ؛ لأن كما ذكر ذلك تلميذه الشيخ الطوسي في التهذيب والفهرست .
وروى الطبرسي في الاحتجاج في ما احتج به الحسن عليه السلام على معاوية وأصحابه انه قال « لمغيرة بن شعبة : أنت ضربت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أدميتها ، وألقت ما في بطنها ، استذلالاً منك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومخالفة منك لأمره وانتهاكاً لحرمته . الحديث .
وروى الطبري بسند صحيح عال كلهم من أعيان علماء الامامية عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبيه ، عن محمد بن همام ، عن أحمد البرقي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : قبضت فاطمة عليها السلام في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء خلون منه سنة احدى عشر من الهجرة ، وكان سبب وفاتها أن قنفداً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمر فأسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً ، ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها .
وروى سليم بن قيس الهلالي برواية أبان بن أبي عياش ـ مع انه من علماء العامة وقضاتها لكنه أحد رواة كتاب سليم ـ عن سلمان وعبدالله بن العبّاس ، قالا : توفى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم توفّى فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس ـ إلى أن قالا : ـ فقال عمر لأبي بكر : يا هذا افي الناس جمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته . فبعث إلى ابن عم لعمر يقال له قنفذ فقال له : يا قنفذ ! انطلق إلى علي فقل له : أجب خليفة رسول الله . فبعثا مرارا وأبى علي عليه السلام أن يأتيهم فوثب عمر غضبان ونادى خالد بن الوليد وقنفذاً فأمرهما أن يحملا حطباً وناراً ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي وفاطمة صلوات الله عليهما وفاطمة قاعدة خلف الباب قد عصبت رأسها ونحل جسمها في وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأقبل عمر حتى ضرب الباب ثم نادى : يا ابن أبي طالب ! افتح الباب . فقالت فاطمة : يا عمر ، ما لنا ولك الا تدعنا وما نحن فيه ؟ ! قال : افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم . فقالت : يا عمر ! أما تتقي الله عز وجل تدخل عليَّ بيتي وتهجم عليَّ داري . فأبى أن ينصرف ، ثم دعا عمر بالنار وأضرمها في الباب فأحرق الباب ثم دفعه عمر فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت : يا أبتاه ! يا رسول الله ! فرفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت : يا أبتاه ! فوثب علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ انفه ورقبته وهم بقتله فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه من الصبر والطاعة فقال : والذي كرم محمداً بالنبوة يا ابن صهاك لولا كتاب من الله سبق لعلمت انك لا تدخل بيتي . فأرسل عمر يستغيث .
فأقبل الناس حتى دخلوا الدار فكاثروه ، وألقوا في عنقه حبلا فحالت بينهم وبينه فاطمة عند باب البيت ، فضربها قنفذ الملعون بالسوط ، فماتت حين ماتت وان في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله ، فألجأها إلى عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها ، فألقت جنيناً من بطنها ، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة .
وغيرها من الروايات التي تحكي جانباً من الأحداث التي وقعت على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ، وقد نقلت مصادر العامة ، مقتطفات متفرقة عديدة حتى كتاب البخاري ومسلم عن امتناع علي عليه السلام من بيعتهم ومقاطعة فاطمة عليها السلام للاثنين ، وكذا خطبتيها المعروفتين الدالة على عمق المواجهة والاصطدام ، وإليك بعض مصادر العامة فضلاً عن تواتر روايات الخاصة ، فمن ثم لا مجال للتردد في بعض التفاصيل مع هذا الاحتدام الساخن الذي تنقله مصادر الحديث والتاريخ والسير متواتراً ، كما هو الحال في كل الوقائع التاريخية ، بل لا يحتمل أن كل ما وقع من تفاصيل تكفلت الروايات نقله ، فكم من اُمور وملابسات لم تنقل ولكن يطمئن إلى وقوعها اجمالاً لتلازمها مع ما نقل من أحداث بحسب العادة والطبيعة . ففي ما نحن فيه طبيعة المواجهة والهجوم على البيت واصرار المعتدين على أخذ البيعة من علي عليه السلام بكل وسيلة وثمن تثبيتاً لخلافتهم الجديدة الولادة ، يقرأ بها كثيراً من التفاصيل ، فلاحظ :
1 ـ الامامة والسياسة لابن قتيبة : 1/30 .
2 ـ العقد الفريد : / 259 .
3 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 ـ 2 .
4 ـ تاريخ الطبري : 3 / 198 .
5 ـ أعلام النساء : 3 و4 / 114 .
6 ـ مروج الذهب للمسعودي : 2 .
7 ـ كنز العمال للمتقي الهندي : 3 .
8 ـ الرياض النضرة : 1 .
9 ـ الملل والنحل للشهرستاني : 1/ 56 .
10 ـ الوافي بالوفيات : 6 / 17 و 5 / 347 .
11 ـ تاريخ اليعقوبي : 2 .
12 ـ تاريخ أبي الفداء : / 156 ـ 164 .
13 ـ انساب الاشراف للبلاذري 1/ 586 .
14 ـ السقيفة والخلافة لعبد الفتاح عبد المقصود .
15 ـ اثبات الوصية للمسعودي/123 .
16 ـ المختصر في اخبار البشر لأبو الفداء اسماعيل : 1/156.
17 ـ مناقب آل أبي طالب 3/ 407 .
18 ـ المعارف لابن قتيبة/93 .
19 ـ لسان الميزان 1 / 293 .
20 ـ ميزان الاعتدال للذهبي 1 / 139 .
21 ـ فرائد السمطين 2 / 36 .
22 ـ كفاية الطالب/413 .
وغيرها من كتب التاريخ والسير والرجال وكتب مناقب العترة .
يتبع إن شاء الله
السلام على المظلومه المقهورة