إن أحدهم كان قد وشي به عند السلطان، فهذا الرجل اشتكى عند الإمام الصادق عليه السلام، وقال له: (إن لي جارا من قريش من آل محرز، قد نوّه باسمي وشهرني، في كل ما مررت به، قال: هذا الرافضي يحمل الأموال إلى جعفر بن محمد).. إن الإنسان المؤمن إذا شكا أمره إلى الله عز وجل في بعض الأوقات، فإن الله تعالى خير المنتقمين له.. وهنالك بعض الناس يعيش حالة من الضيق والتبرم، لأنه يرى عدوه سالماً مثلاً، فما عليه إلا أن يوكل أمره إلى الله سبحانه وتعالى، فإذا أراد الله عز وجل أن ينتقم منه في الدنيا انتقم منه، وإلا أجّل أمره إلى يوم القيامة.
ومن المعلوم أن الخصم يوم القيامة يؤمر بتحمل أوزار من له عليه حق.. فالإنسان الذي له حق على إنسان، وبقي هذا الحق إلى يوم القيامة يقال له: تحمل من أوزار فلان، لأنه صاحب حق، فإذا رضي عنه صاحب الحق، عفي عنه.. وإلا أدخل نار جهنم.. فقال له الإمام صلوات الله وسلامه عليه: (ادع الله عليه إذا كنت في صلاة الليل، وأنت ساجد في السجدة الأخيرة من الركعتين الأولين، فاحمد الله عز وجل ومجّده وقل: "اللهم!.. إن فلان بن فلان قد شهرني ونوّه بي، وغاظني، وعرّضني للمكاره.. اللهم!.. اضربه بسهم عاجل تشغله به عني.. اللهم!.. وقرّب أجله، واقطع أثره، وعجّل ذلك يا رب الساعة الساعة!..").
يقول يونس بن عمّار - وهو صاحب الشكوى -: فعلت ما أمرني الإمام الصادق عليه السلام، (لما قدمنا إلى الكوفة قدما ليلا، فسألت أهلنا عنه قلت: ما فعل فلان؟.. فقالوا: هو مريض، فما انقضى آخر كلامي حتى سمعت الصياح من منزله وقالوا: قد مات!..).
فالدرس العملي من هذا الحديث: أن الإنسان من الممكن أن يقوم بعملٍ يغيظ مؤمناً - فالذي آذى مؤمنٌ، والذي أوذي أيضاً مؤمن- فمن الممكن أن ذلك الذي قد ظلم، يرى بأن حل المشكلة أن يشكو أمرك إلى الله عز وجل.. وعلى كافة المؤمنين والمؤمنات، أن لا يستعجلوا بالدعاء على مؤمن يحمل نور ولاية أهل البيت عليهم السلام.. ولكنه إذا دعا وأوكل الأمر إلى الله عز وجل، فإن الله سريع الانتقام، ومن الممكن أن يحل عليك غضبٌ لا أول له ولا آخر، فاحذر دعوات المؤمنين، وخاصةً في جوف الليل، وفي صلاة الليل، وخاصةً في الركعة الأخيرة.. إذا رماك مؤمن بسهمٍ من سهام الليل، فاحذر هذا السهم فإنه قاتل